الرئيسية

خلق الإنسان – القديس غريغوريوس النيسي

100.00EGP

حالة التوفر: متوفر في المخزون

السلسلة

نصوص آبائية رقم 234

اسم الكتاب

خلق الإنسان

المؤلف

ق. غريغوريوس النيسي

المترجم

د. سعيد حكيم

المقاس

20*14.5

عدد الصفحات

287

رقم الإيداع

13698/2022

الترقيم الدولي

978-977-487-067-5

الوزن

 309

نوع الطباعة

أوفست

محتوى الكتاب

مقدمة المترجم


 يقدم القديس غريغوريوس في هذا الكتاب رؤية أرثوذكسية عن خلق الإنسان من خلال  30 فصل.


عندما تنيح القديس باسيليوس الكبير في اواخر 378م، كان شقيقه الأصغر، القديس بطرس، والذي كان يُمثِّل الحارس لكيان الأسرة والأمين عليها، قد أوضح لشقيقه الأخر، القديس غريغوريوس أسقف نيصص، أن هناك بعض الأمور التي بقيت معلَّقة في أعمال القديس باسيليوس المكتوبة، “لأنه رحل مبكرًا من هذه الحياة”.

وتتمثل أولى هذه الأمور المعلّقة، والأساسية في وعد القديس باسيليوس الذي لم يتحقق، بأنه سيتكلم في مناسبة أخرى عن خلق الإنسان، الأمر الذي غاب عن عظاته حول ستة أيام الخليقة. وبعد ذلك تعهد القديس غريغوريوس النيسي بأنه سيكمل هذه المسيرة التي بدأها القديس باسيليوس، فكتب هذا العمل الخاص بخلق الإنسان.

هذا العمل قد أهداه بالطبع لشقيقه القديس بطرس كهدية فصحية 379م. ومن الواضح أن طلب القديس بطرس بهذا الشأن، قد تمت صياغته بعد نياحة القديس باسيليوس مباشرة، والعمل قد إكتمل في غصون أشهر قليلة. و في بعض المواضع توجد إشارات تذكر بأن هذا النص قد أُلقيَ ووّجه إلى مستمعين. إذًا، يجب أن نفترض الآتي: إما أن يكون القديس غريغوريوس النيسي قد ألقى أجزاء من عظاته إلى جمع من المؤمنين أثناء الليتورجيا، أو أنه ألقى عظاته من قبل في موضوعات لها علاقة بهذا النص، وقد إستُخدمت هذه العظات القديمة في إطار يُقدم شيءَّ جديد. وقد وجد القديس غريغوريوس النيسي، أنها فرصة مناسبة للتعبير عن أرائه الشخصية فيما يختص بتكوين الإنسان، مازجًا بين التعليم اللاهوتي، والفلسفي، والطبيعي، والطبي في تكوين قوى وبديع.

ونظرًا لأن القديس غريغوريوس النيسي أراد أن يشدِّد على القيامة الخاصة بالإنسان، فقد أوضح أن المخلوقات كافة قد سبقت خلق الإنسان، حتى يكون غنى الكون في البر، والبحر، جاهزًا لإستقبال شركة الإنسان، والذي خُلِقَ أخر سائر المخلوقات كتاج أو قمة سائر هذه المخلوقات، كملك يأتي لكي يتسلم مملكته على أكمل وجه.

ويُقدم ق. غريغوريوس النيسي في هذا العمل متتبعًا مسيرة الحقيقة، تحت إرشاد وقيادة الروح القدس بشكل مباشر، وأيضًا يؤكد على العناية الإلهية بخليقته، وهكذا الحال بالنسبة للإنسان، فإن نموه وتطوره، تم تناوله على قاعدة الأوضاع الخاصة بالبذور. فأن يُقَال إن الإنسان، هو عالم صغير، فهذا لا يُعتبر مديح بالنسبة له، إذ أن الفئران، والحشرة ذات الأربعين قدم، لهم ذات التكوين المادي للعالم، ولكن على الجانب الآخر، فإن الإنسان هو الكائن الوحيد المخلوق على صورة الله. فًعقل الإنسان، والذي يُمثِّل الجزء الأسمى في نموه وتطورَّه، لا ينحصر في حدود بعينها، وبناء على ذلك، فإن صورة الله، تشمل الإنسان كله.

إن هذا النمو، وهذا التطوّر، قد تحقَّق خارج أي تأثير للشر، والذي ليس له كيانًا، إذ هو فقط وببساطة غياب الصلاح.

وقد انطلق ق. غريغوريوس النيسي في شرحه، من ملاحظة أن الإنسان الحالي، وهو يجتاز متاعب خبرات الحياة اليومية، لم يُقدم سمات الصورة، لأنه منقاد إلى نظرية، تبدو كعبث علمي، وليس عقيدة.

فقد أكَّد وبشكل أساسي على أن خلق الإنسان، قد تحقَق على مرحلتين متميزتين: الكاملة، والجزئية. فمن حيث مرحلة الخلق الكامل، فقد وُجِدَ الإنسان الكامل بجميع خواصه، وقواه، لكن بعد إنزلاقه وسقوطه، تحقَّق الخلق الثاني، والذي حمل إلى الوجود الإنسان المنقسم إلى ذكر وأنثى، والذي بقاؤه وإستمراره، مرهون بالإتصال التناسلي. فإن لم يكن هذا السبب الذي أدى إلى السقوط والتشتت، فإن الخلود والبقاء إلى الأبد، كان سيتحقق بطريقة أخرى، بالطريقة الروحية، والملائكية.

لقد رفض القديس غريغوريوس النيسي، خلال هذه الأُطر الخاصة بالوجود الطبيعي للإنسان، نظرية الوجود السابق للنفس، والتي لها جذور لدى أفلاطون، والعلامة أوريجاينس. فالجسد والنفس، بحسب القديس غريغوريوس النيسي، قد خُلِقا معًا في نفس الوقت، وهكذا فإنه في كل مرة يُولد فيها إنسان جديد، تُزرع النفس في الجسد في ذات اللحظة التي خُلِق فيها. وعندما تنتقل النفوس في مجموعها إلى الخالق، فعندئذ ستكتمل مسيرة الزمن الحاضر.

أما بالنسبة للشر، فيرى القديس غريغوريوس النيسي، بأن الشر لا وجود له، وأن وجوده في العالم، هو وجود مؤقت، وليس إلى الأبد، على عكس الصلاح الذي يستمر إلى ما لا نهاية. وبناء على ذلك، فإن الشر ليس أبديًا، هو مجرد ظل في مسيرة الإنسان، مثل ذلك الظل الذي يُلقى على الأرض عند غياب الشمس. وعندئذ، فإن الإنسان في مسيرته، يعبر من النور إلى الظلال، بعد ذلك يتجاوز مسافة الظلال هذه، ثم يأتي مرة أخرى إلى النور.

أخيرًا، يختم القديس غريغوريوس النيسي هذا العمل بوصف دقيق لأعضاء الجسد الإنساني بأوصاف طيبة، وطبيعية، مرتبطة بالمعطيات العلمية لعصره.

هذا النص الذي يتحدث فيه ق. غريغوريوس النيسي عن “خلق الإنسان”، هو نص كان قد سبق وكتبه قبل كتابه “ستة أيام الخليقة”، والذي جاء بناء على رغبة شقيقه ق. بطرس، حتى تتزكى آراء ق. باسيليوس، كما يقول، إذ قد ترك بعض النقاط معلّقة بشأن خلق الكون. وما يؤكد أن كتابه عن “خلق الإنسان”، سابق على “ستة أيام الخليقة” هو تلك الإشارة التي وردت في ختام كتابه ” ستة أيام الخليقة”، إذ يقول: [ أما عن خلق الإنسان، فقد فحصنا هذا الموضوع في كتاب خاص منفصل قبل الدخول في الموضوع الذي نحن بصدده، وأرسلناه لكم].

تمت الترجمة عن النص اليوناني المنشور في مجموعة آباء الكنيسة اليونانيين (ΕΠΕ)، الصادرة في تسالونيكي 1973، المجلد رقم 5، صـ 18ـ 245.

فليبارك المسيح إلهنا الصالح في هذا العمل من أجل بنيان كنيسته، ونمو المؤمنين بشفاعة والدة الإله القديسة مريم وصلوات القديس غريغوريوس النيسي، وكل الآباء القديسين، وصلوات صاحب الغبطة والقداسة أبينا المعظم قداسة البابا تواضروس الثاني، ولإلهنا القدوس المجد والكرامة إلى الأبد آمين.         

  د.   سعيد حكيم

 

الوزن309 جرام
الأبعاد14.5 × 20 سنتيميتر

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

يسمح فقط للزبائن مسجلي الدخول الذين قاموا بشراء هذا المنتج ترك مراجعة.

قد يعجبك أيضًا

Shopping Cart
خلق الإنسان – القديس غريغوريوس النيسي
100.00EGP

حالة التوفر: متوفر في المخزون

Scroll to Top